حالة إرباك حقيقي
داخل " حزب الله " بعد أن
توسّعت دائرة الاشتباك السياسي بين حليفيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والذي
يصفه بالحليف الثابت، ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اختاره حليفاً استراتيجياً
على كل المستويات.
ويبدو أن الهدنة التي
طمح إلى إرسائها بين الطرفين هي أيضاً قد اهتزّت مع المؤتمريْن الصحافيين لكل من
رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومعاون رئيس المجلس وزير المال
علي حسن خليل بعد أن كان كل منهما يتجنّب الظهور بموقف مباشر من أزمة مرسوم الأقدمية
وتداعياتها وحيّداها عن مجلس الوزراء. ولكن رغم السقوف العالية لكلا الخطابين،
فثمة قناعة عامة أنها طبول الانتخابات وقد بدأت تُقرع على مسافة لم تعد تتجاوز
الثلاثة أشهر عن واقعة المنازلة الكبرى.
وفي المعلومات أن
المسعى الذي اضطلع به "حزب الله" بعيداً من الأضواء، وصل إلى حائط
مسدود. فقد كلّف كل من معاون الامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل
ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا بالسعي إلى تأمين اتفاق
بين بعبدا وعين التينة على حل وسط ينهي أزمة المرسوم. ولكن بعدما قبل رئيس المجلس
بتجاوز طائفية المرسوم واللون الواحد لضباطه المستفيدين وبقيَ يشترط أن يوقع عليه
وزير المال، كان جواب رئيس الجمهورية قاطعاً بأنه ليس بوارد العودة عن مرسومٍ
أصبحَ نافذاً، مثله مثل أي مرسوم مماثل عمل به ونشر سابقاً. هذا المأزق لم يقف
عنده "حزب الله" بل سعى إلى حصر الخلاف بين حليفيه في موضعه وعمل على
تأجيله إلى ما بعد الانتخابات النيابية، ونجح في إنقاذ معادلته الذهبية في اللحظة
الراهنة بالحفاظ على الاستقرار السياسي وتحييد العمل الحكومي. إلا أن العمل
البرلماني لم ينفذ من الكباش الواقع، لا في مسألة فتح الدورة الاستثنائية، ولا في
إقرار الموازنة، حتى وإن كانت مصادر رئاسة المجلس تؤكد أن لا خلاف بشأن الدورة
الاستثنائية، وأنها جاهزة لإقرار الموازنة بعد أن تصلها من الحكومة.
يمكن القول إن
"حزب الله" وبعدما حسم أمره بالتحالف الاستراتيجي والعضوي مع "حركة
أمل" في الانتخابات النيابية المقبلة في كل الدوائر، كان يطمح إلى الحفاظ على
تحالفه الآخر مع "التيار الوطني الحر". إلا أن قانون الانتخاب الجديد
بلوائحه المقفلة، قد أقفل عليه نهائياً هذا المسلك، فحوّل جهده باتجاه جعل
المواجهة الانتخابية في المناطق المشتركة بين "أمل" و"التيار
الوطني الحر" سلسة، بسحب فتيل العدائية والخصومة وترك "التيار"
يتحالف مع "تيار المستقبل" أو غيره بطريقة تنافسية ديموقراطية تؤمن له
الفوز .