محمود رياض يكتب : حسام حسن ؟!

• السبت 27 يناير 2018
• مقالات وكتاب
• 604

كان مشهد مباراة السوبر الذى جمع الأهلى والمصرى البورسعيدى رائعا فى كل شئ ، من حيث الملعب "هزاع بن زايد" والجمهور ، وحسن الضيافة من الجانب الإماراتى ، والشكل العام والإخراج التليفزيونى ، هذا بخلاف اللقاء نفسه الذى امتد لوقت إضافى ، وإن ظهر الجانب الفنى متراجعا بعض الشئ لكن هذه سمة مباريات البطولة ، بصراحة الأجواء كاملة كانت فى أبهى صورة ، لكن غير الطبيعى والذى انتقص من المشهد تمثل فى تصريحات حسام حسن المدير الفنى للمصرى عقب المباراة خاصة سواء فيما يتعلق بـ"التلقيح"على الزمالك ، و"معايرة"الفريق الأبيض بالخسارة بثلاثية ، أو فيما يتعلق برئيس النادى الأهلى محمود الخطيب ، وأنه ـ أى حسام " أكثر من أحرز أهداف فى الدورى للقلعة الحمراء ، وأقرب واحد له الكابتن رئيس النادى ؟!.
أولا حسام حسن قيمة كروية كبيرة لا أحد ينكرها ، لكن هل هذا يبرر شغل "التلقيح"على مدرب يشهد له الجميع بالكفاءة مثل إيهاب جلال ، أو السخرية من نادى بحجم الزمالك ، ثم نأتى لنقطة مهمة جدا تتعلق بحديث حسام المستمر عن تاريخه وما قدمه ، وكأنه "منَّ" على الجميع أن لعب كرة القدم ، ويجب أن لايكون هناك حديث إلا عن حسام وإنجازات حسام وماقدمه حسام ، يا كابتن ما قدمته كان بمشاركة زملاء لهم كل الإحترام والتقدير ، لأن كرة القدم لعبة جماعية وليست فردية ، وإلا كان عليك الإتجاه لتنس الطاولة أو الملاكمة وغيرها من الألعاب الفردية ، ورغم هذا لا نجد هؤلاء الأبطال ينسبون الفضل لأنفسهم ، بل يرجعونه لفريق العمل من اتحاد ومدربين ومساعدين وعمال ورعاة وأجهزة طبية..إلخ ، ثم يا كابتن حسام ما حققته حصلت فى المقابل على أكثر منه ، مال وشهرة وجماهيرية وحب ، ويجب عليك أن تحافظ على هذا الحب الذى نكنه لك ولشقيقك ، لأنك قد تضيع كل تلك المكاسب بالإعلاء من قيمة "الأنا" وكأن ليس هناك غيرك ، وإذا افترضنا جدلا أنك حققت للأهلى البطولات فلماذا لم تحقق نفس العدد من البطولات مع الزمالك أو الترسانة أو المصرى وغيرها من الأندية التى شاركت معها لاعبا ، أو توليت تدريبها ؟ ، طالما أنك تصنع هذا الفارق الرهيب ، وإذا تعاملنا بمنطقك فإن تاريخك يشهد أن أكبر خسارة منى بها الزمالك فى تاريخه كانت على يديك بنصف دستة أهداف.
يا كابتن حسام لايمكن أن نعقد مقارنة بين لاعب وآخر ، فهناك فارق زمنى ، وفارق تقنى ، وفارق إمكانيات ، وكل جيل له نجومه وظروفه ، فمختار التيتش كان قيمة ، وكذلك حلمى زامورا وحسن شحاتة وفاروق جعفر والخطيب وطاهر أبوزيد ، القائمة طويلة وممتدة ولا أريد أن أنسى نجم أو لاعب ، أما المقارنة "المتطرفة" ببطولات وغيرها فيكون الحكم خطأ بالضرورة ، وفى العلم يتم بناء النظريات العلمية على ماسبقها ، فلولا تلك التجارب ما تطور العلم ، والكلام ينطبق على كافة المجالات من فن وفكر وإبداع وإقتصاد ورياضة..إلخ ، يا كابتن حسام إذا أردت أن يحترم الناس تاريخك ، فعليك إحترام تاريخ من سبقك ، وإذا أردت الإحترام ممن هم أصغر سنا ، فأحترم من هم أكبر سنا ، وإذا أردت الإحترام أكثر فاحفظ "لسانك".

اترك تعليقك